حوادث

تهاني خرجت لشراء ملابس من شعوب فوجدوا جثتها في أرحب

المستقلة خاص ليمنات

بعض الناس تنتهي حياتهم بطريقة  درامية يحيط بها الغموض، وتدور حولها علامات استفهام كثيرة فتبدو وكأنها لغز معقد يصعب إيجاد الحل الحاسم له.. وما حدث لـ “تهاني” يشبه إلى حدٍ بعيد هذه الصورة الضبابية المحيرة..

“تهاني لطف أحمد القباطي”.. امرأة متزوجة تبلغ من العمر 29 عاماً ولها أربعة أطفال، ومات عليها طفل آخر مما أصابها بحالة نفسية بفعل هذه الصدمة..

تعيش “تهاني” مع زوجها في شارع مأرب بأمانة العاصمة، وفي ليلة 27 رمضان اختفت من المنزل الذي خرجت منه بحجة شراء ملابس لابنتها حيث أنها لم تتمكن في الليلة السابقة من شراء ملابس لها بعد أن قامت بكسوة اخوانها فأجلت كسوتها لليوم التالي.. وفي الموعد اعطاها زوجها مبلغ خمسة آلاف ريال وخرج إلى العمل في منطقة بلاد الروس بينما اتجهت هي نحو سوق شعوب كعادتها عند شراء الملابس..

عاد زوجها إلى المنزل في الساعة الرابعة فجراً ليكتشف أن تهاني لم تعد بعد، كان الأطفال وحدهم في المنزل وهم في حالة توتر وقلق لتأخر والدتهم عن العودة، اعتقد أنها لسبب أو لآخر لم تتمكن من العودة، وساورته شكوك أنها ربما تكون قد تعرضت لمكروه، خصوصاً عندما وجد أن تلفونها الجوال مغلقاً.. مرّ الوقت ببطء شديد.. أربع ساعات من الانتظار مرت وكأنها أربع سنوات بحساب الزوج المفجوع، قبل أن يتلقى اتصالاً هاتفياً من  مدير مرور مدينة “أرحب” محافظة صنعاء وسأل الزوج “هل تعرف صاحب هذا الرقم”، فقال له إنها زوجتي فرد الرجل عليه: “تعال إلى ما بعد جامعة أرحب”.. لملم الزوج المحتار شتات قلبه واستجمع انفاسه ومضى على عجل.. وعندما وصل إلى المكان المحدد وجد امرأته “تهاني” داخل سيارة هايلوكس.. لكنها كانت جثة هامدة مضرجة بدمائها.. أدرك أن حادثاً وقع تسبب في وفاتها.. لكن السؤال المحير الذي لا يعرف الإجابة هو كيف جاءت إلى هذا المكان البعيد؟! ولماذا لم يتم اسعافها مثل ما تم اسعاف سائق السيارة وأشخاص آخرين كانوا في السيارة الأخرى التي اصطدمت بها؟!

بحسب معلومات لا تشفي غليلاً ولا تشبع نهما قدمها مدير مرور أرحب الذي اتصل لزوجها، والذي أوضح أنه حصل على هذه المعلومات من خلال التحقيق مع السائق المصاب قبل اسعافه إلى المستشفى، فإن تهاني عندما خرجت إلى السوق ليلاً لشراء الملابس، قابلها شخص يدعى (ح.ا) صاحب سيارة هايلوكس في منطقة شعوب، وأنه أخبرها أن أحد فاعلي الخير في أرحب يقوم بتوزيع صدقة حيث يعطي كل شخص محتاج أو امرأة مبلغ خمسين ألف ريال، وطلب منها الصعود معه بالسيارة والذهاب لأخذ المبلغ.. ولأنها تعاني حالة نفسية مرضية ومشوشة التفكير، صعدت معه السيارة دون أن تعلم أنها على موعد مع الموت في هذه الليلة..

طلب مدير مرور أرحب من الزوج أخذ الجثة لكنه رفض مطالباً باتخاذ إجراءات سريعة لضبط “(ا)” ومن قام بالحادث والتحقيق بهذه القضية وكشف جميع ملابساتها.. غير أن مدير المرور وعساكر أرغموا الزوج بحسب إفادته لـ “المستقلة” على أخذ الجثة مؤكداً له أن كل شيء محفوظ لديه الأشخاص والسيارة وكل شيء.. وأعطاه رسالة إلى مستشفى الثورة بصنعاء للاحتفاظ بالجثة حيث وأن جميع أوليات القضية لديه..

أوصل الزوج جثة تهاني إلى المستشفى.. لكنه وجد بعد أيام من المتابعة أن مدير المرور قد تخلى عن التزاماته واخبره أن الأشخاص المحددين هربوا عليه من الحجز، وعندما طالبه الزوج باتخاذ الاجراءات وإحالة القضية للمحكمة.. رد مدير المرور عليه قائلاً: “أحمد الله غيرك ما حصل” وكان يقول له أنه سيحل المشكلة ويتولى القضية وسيعطيه حق الدفن والقبر ليصمت.. وبعدها يؤكد الزوج تعرضه للتهديد من قبل المدير المدعو محمد سنهوب وقال له: إن غريمك قاتل لـ 7 أفراد ثلاثة من النجدة وأربعة من الجوية وأنه سكران بطران ولا أحد يقدر عليه وأحياناً يقول له أنه شبح كبير من الروضة في بني الحارث..

وناشد زوج المتوفية ووالدها وزير الداخلية والنائب العام والجهات الأمنية والقضائية المختصة بالإسراع في ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة وكشف ملابسات القضية حيث وأن زوجته تعرضت للاختطاف قبل وفاتها، كما تناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية تبني هذه القضية والضغط على الجهات المختصة في طريق إقامة العدالة وكشف جميع الحقائق..

زر الذهاب إلى الأعلى